اليوم الدولي لإنهاء التشويه التناسلي.. مساعٍ أممية لوقف جريمة تُرتكب بحق آلاف الفتيات يومياً
يحتفل به في 6 فبراير من كل عام
لا تزال ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث مستمرة في العديد من دول العالم، لا سيما القارة الإفريقية، رغم ما تخلفه من ضحايا وتكلفة مالية ونفسية وجسدية باهظة على الناجيات.
ويحتفل العالم في 6 فبراير من كل عام، باليوم الدولي لعدم التسامح مطلقًا إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012، بهدف مكافحة هذه الممارسة المدمرة التي تؤثر على حياة ملايين الفتيات والنساء حول العالم.
ولا يعد هذا اليوم مجرد ذكرى، بل هو دعوة للعمل الجاد والمستمر من أجل إنهاء هذه الممارسة بحلول عام 2030.
نشأة اليوم الدولي
تم اختيار السادس من فبراير للاحتفال بهذا اليوم بعد أن تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 146/67 في 20 ديسمبر 2012، والذي يهدف إلى تحفيز جهود العالم للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، والذي يُعتبر انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
ويهدف اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقًا إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث إلى زيادة الوعي حول هذه الممارسة، التي تتسبب في مضاعفات صحية ونفسية خطيرة للفتيات والنساء.
ويشمل هذا التشويه جميع الإجراءات التي تنطوي على تعديل الأعضاء التناسلية الأنثوية أو الإضرار بها لأسباب غير طبية، وقد حددت الأمم المتحدة هدفًا طموحًا يتمثل في إنهاء هذه الممارسة بحلول عام 2030.
أهمية اليوم في مكافحة التشويه
تعد ممارسات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية من أقدم وأشد انتهاكات حقوق الإنسان، ويُقدر أن أكثر من 200 مليون فتاة وامرأة قد خضعن لها في العالم، ولكن في الوقت نفسه، هناك إشارات أمل، إذ انخفض معدل هذه الممارسات بنسبة كبيرة في السنوات الأخيرة.
ومن المهم ملاحظة أن الفتيات اللاتي ينحدرن من أسر تعرضت فيها الأمهات لهذه الممارسات، هن أكثر عرضة للإصابة بها.
وفي عام 2025، تظل أكثر من 4.4 مليون فتاة حول العالم، بما يعادل نحو 12200 فتاة يوميًا، معرضة لخطر تشويه أعضائها التناسلية، رغم التقدم الذي تم إحرازه في هذا المجال، إلا أن تحقيق الهدف العالمي يتطلب تسريع الجهود بشكل مضاعف.
تسريع وتيرة العمل
يهدف موضوع اليوم لهذا العام "تعزيز التحالفات وبناء الحركات لإنهاء تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية"، إلى تشجيع العمل الجماعي والمشاركة الفعالة بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية لدعم الحركات التي تقودها الناجيات، اللاتي يشكلن عنصرًا حيويًا في المعركة ضد هذه الممارسة الضارة.
وتمتلك الناجيات من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية صوتًا قويًا لتحدي الأعراف الاجتماعية والتقاليد التي تُسهم في استمرارية هذه الممارسات.
وعلى الرغم من الانخفاض الكبير في معدلات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في العالم، لا يزال هناك الكثير الذي يجب فعله، في بعض المناطق، تستمر هذه الممارسات بسبب عوامل اجتماعية وثقافية، ولكن هناك أمل في إمكانية القضاء عليها في جيل واحد إذا تم تكثيف الجهود.
وفقًا للتقرير، يُتوقع أن ترتفع أعداد الفتيات المعرضات للتشويه إلى 4.6 مليون في عام 2030 إذا لم تتسارع الجهود.
دور الأمم المتحدة
منذ عام 2008، يقود صندوق الأمم المتحدة للسكان، بالتعاون مع اليونيسف، أكبر برنامج عالمي لإسراع القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.
يركز هذا البرنامج على 17 دولة في إفريقيا والشرق الأوسط، ويقدم الدعم للناجيات ويعزز المبادرات الرامية إلى تغيير الأعراف الثقافية التي تُسهم في هذه الممارسات.
وقد أحرز البرنامج الكثير من التقدم في السنوات الأخيرة، حيث استفادت أكثر من 7 ملايين فتاة وامرأة من خدمات الوقاية والرعاية، وأعلن أكثر من 50 مليون شخص على نيتهم التخلي عن هذه الممارسة.
أهمية الشراكات والتحالفات
تشير الأدلة إلى أن العمل المشترك بين المنظمات الدولية والحكومات والمجتمعات المحلية هو السبيل الأمثل لتحقيق الهدف المتمثل في القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بحلول عام 2030.
وتحتاج الحركات التي تقودها الناجيات إلى دعم أكبر من حيث الاستثمار والموارد لمواصلة العمل الفعّال على الأرض وتحقيق تأثير حقيقي في المجتمعات المتضررة.
ويعد اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقًا إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث ليس مجرد مناسبة سنوية، بل هو فرصة للتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود لإنهاء هذه الممارسات الضارة.
ويجب أن يكون صوت الناجيات هو المحرك الأساسي لهذه الحملة العالمية، وأن يتم دعم الحركات التي تقودها النساء والفتيات لتحقيق عالم خالٍ من تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، حيث يمكن لجميع الفتيات والنساء ممارسة حقوقهن كاملةً، والتمتع بحياة صحية وآمنة.